الثلاثاء، 9 يوليو 2013

ماذا نفعل عندما نقع في المشاكل ؟؟؟

عندما نُخطىء وتمسنا المشكلات الصغيرة أو تتكرر أخطاءنا ونغرق في مشاكل كبيرة ومصائب ضخمة، وليس من المهم إن كنت فردا أو مجموعة أو حزبا أو وطنا فإنه من اليسير عندما تمر بك المشاكل أو توقفك المصائب أن تلقي مباشرة باللوم بعيدا عنك وأحيانا ما يكون هذا البعيد كيانا معروفا كفرد آخر أو جماعة أخرى أو حزب آخر أوحتى وطن آخر وفي أحيان أخرى يكون هذا البعيد هو المجهول كأن تلقي باللوم على المؤامرات التي لا تستطيع تحديد ملامحها أو على أعداء يحاربونك ولا تستطيع أن تحددهم وتحدد وجوه وكيفية محاربتهم لك.


سواء رميت باللوم على كيان معروف أو على كيان مجهول فالمشكلة واحدة وإن كانت المشكلة أكبر عندما يكون اللوم موجها لكيان مجهول.

توجيه اللوم بعيدا عنك عندما تقابلك أي مشكلة هو أمر سهل ويسير ويجعلك في أحيان كثيرة تحس بالظلم والرضا الخادع عن نفسك وقد يكسبك تعاطف من حولك ولكنه سيبعد بصرك وبصيرتك عن نفسك وما في يديك وما تفعله والذي قد يكون هو السبب الأساسي للمشكلة أو المصيبة التي وقعت فيها وحتى إن كان هناك عوامل أخرى مؤثرة، فإن نظرت في نفسك ستجد أنك قصرت حينما لم تضعها تحت بصرك وتستخدمها لصالحك بعقل وحكمة.

توجيه اللوم بعيدا عنك عندما تقابلك المشاكل يعقد الأمور وتتراكم المشاكل وقد تتحول الأمور بمرور الوقت لمصائب كبيرة تزداد تكلفة علاجها بمرور الوقت وأنت توجه جهدك بعبدا عن مكان الداء الحقيقي.

عندما تقع في المشاكل عليك أن تلقي باللوم أولا على نفسك وثانيا على نفسك وثالثا على نفسك قبل أن تتراكم المشاكل وتتحول لمصائب يصعب علاجها.

نحن في حاجة لأن نضع هذه الآية الكريمة أمام أعيننا طوال الوقت والتي نزلت مع الآيات التي تكلمت عن غزوة أحد عندما تساءل المؤمنون بتعجب عن القتلى الذي قتلوا منهم والجرحى الذين جرحوا وكيف أصابنا هذا الذي أصابنا ، ونحن مسلمون وهم مشركون ، وفينا نبي الله صلى الله عليه وسلم يأتيه الوحي من السماء ، وعدونا أهل كفر بالله وشرك؟. " أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا" . فكانت تكملة الآية والمقطع الذي تلى هذا المقطع مباشرة من دون فاصل أو تأخير
" قل هو من عند أنفسكم" وقد أعقبت هذه الإجابة سؤالهم وتعجبهم مباشرة من دون أي تأخير وإن وجدت عوامل أخرى ساهمت فيما تعرضوا له من مصيبة ولكن الله عزوجل أراد أن يوجه بصرهم وبصيرتهم لأنفسهم لكي يتفقدوها ويبحثوا فيما فعلوا وفي المسار الذي أوصلهم لتلك المصيبة حتى يصلوا للداء الحقيقي ولا يبددوا جهدهم لعلاج أوهام أو لعلاج أعراض بعيدة عن الداء الحقيقي.

عندما تقع في مشكلة صغيرة أو كبيرة فلا تلقي باللوم على الآخر أو المجهول ولكن ابحث في نفسك وعن نفسك وشَخص الداء بعقل وحكمة وعندها فقط ستستطيع أن تصل للدواء الحقيقي الذي يقضي على المشكلة من دون أن يكون مجرد مُسكن يُسكنها لبعض الوقت لتعود بعدها من جديد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق